إنهيار | نص من كتابة يارا أمجد | جريدة المجتمع المٌستقل

إنهيار
إنني الآن أمكث بغرفتي التي تُشبه الكهف المظلم، أشعر بأن السماء تلعنني لما أنا عليهِ الآن، أصبح قفصِي الصدري يَضيق بِي؛ أشعر بِأضلاعِي تَتمزق صارخةً ببغضها تودُ الهروب ببعضها مِن بعضها، لا أستطيع التنفسِ مثل باقِي البشر اللعين، فَدائمًا ما ينعتونني بأشياءٍ ليست بِلطيفة للغاية؛ دائمًا ما يَنقضون عليِّ بالأحاديثِ السخيفةٍ كالأوابد التي تهجم على المرء ولا يستطيع الدفاع عن ذاته.
نِيران الانهيارِ مُشتعلة بذاتي تَكاد أو بِالكاد تحرقها، أُحاول مجاهدةً مواجهة ذاتي ولكن بِكل مرة أكاد السقوط بِها أحاول النهوض مُجددًا تَذكِرتها بحلمٍ قديمٍ يًجب تحقيقه؛ فَأنهض وأسقِط مجددًا على أرض غرفتي، وعند النظر إلى مرآتي أجد وجهي ملِّيء بتجاعيد الأسى؛ فأسأل شخصي عند رؤيته بهذا المظهر، كيف تمكن منه الضعف هكذا؟ كيف صرت هاشة لهذه الدرجة؟ حقًا لا أعلم كيف صار؛ ولكنني أعلم أنه لم يحدث لي بسبب شيٍء هين وإنما هو نتيجة فراق وخذلان الجميع لِي.
لا أعلم لمَ حل بي كل هذا في ذلك الوقت، لمَ أتألم وأتحَطم وَحدي، لمَ الوحدة تحاوطني وكأنها خُلقت لأجلي وَحدي، لمَ أصرخ ولا أحد يبالي لِآلامِي؛ لما يحدث كل هذا؟ أصبح قلمي جافًا كجفاف صاحبه فقد سئم مِن سرد أحزاني التي أبُثَها مِن خلالهِ على أوراقٍ جُفت؛ كادَت تخترقَ مَا تبقىٰ مني.

يارا أمجد

إرسال تعليق

أحدث أقدم