للحب رائحة ذكية | نص من كتابة إيمان محمد الشحات | جريدة المجتمع المٌستقل

للحب رائحة ذكية
للحب رائحةُ ذكيةُ تَعبق في الأجواء لن تلتقطها أنفك ولمسة دافئة لن تستشعرها يداك وجمال خلاب لن تراه عيناك بل سيراه قلبك ويستنشقه ويشعر به.
ستدرك مدى صِدق هذا الكلام لو وضعت نفسك مكان ذلك الشاب الذي يمشي على جانب الرصيف يملأ الحزن قلبه فيثقله قبل أن يكسو وجهه فيرهقه، يجر ساقه ليخطوا خطوةً أخرى فيرى صديقين تحابا في الله، يحمل أحدهما الأخر على ظهره ويكرض به على الرصيف بابتسامةٍ تشق وجهه والآخر سعيد وتتعالى ضحكاته في الأجواء فيبتسم الرجل ويتجاوزهما فيرى رجلًا يُمسك بيد زوجته ويحمل طفلًا وديعًا يداعب خد والده بيديه الصغيرتين ويشع من أعينهم حبًا من نوعٍ آخر فيمضي فتسكن حركته أمام ذلك المشهد النبيل لشابٍ يُمسك بيد عجوز عفا عليه الزمن يسانده حتى يعبر الطريق فينظر له العجوز بكل ودٍ ويتركه الشاب ويمضي فيمضي هو الآخر باحثًا عن حبٍ آخر لتمضي فتاة راكضةً بجانبه بسعادةٍ وتقع من بين أوراقها ورقة تبدو مهترئة فيلتقطها ويقرأ ما كُنت بها "اليوم سأكون في بيتكِ ومع والدكِ وتكونين ثالثنا فانتظريني" لتعود الفتاة لتأخذ تلك الورقة تحتضنها، تدثرها بين جنبات قلبها وتبتسم وتمضي ويمضي هو الآخر ليرى طفلًا يركض أمامه من بعيدٍ حتى تعثر وسقط فينحني يلتقطه وينفض الغبار عن وجهه ويمسح دموعه ويُخرج من حقيبته قطع من الحلوى يناوله إياها ويرى دموعه تتبدد ويحل محلها إبتسامة بريئة فتأتي أمه تأخذة وتمضي فيبتسم.
وتمضي السنوات ويعود ذلك الشاب إلى ذاك الطريق وهو كهل بعد عشرسن عامًا يرتكز على عكازه ويرتدي نظارة، يمشى خطوة بخطوة فيتعرقل فيأتي شاب يافع ينحني يسانده ويطمئن عليه ويمضي ولو تمهل قليلًا وتمعن في ملامح الرجل لربما تعرف عليه قبل عشرين عامًا باختلاف الأدوار فيعلم أنه لم يعد مدينًا له ولكنه مضى.
الحب حياة أخرى نعيشها مع كل موقفٍ وضحكةٍ وسعادةٍ تغمر قلوبنا.. الحب يعطينا عُمر فوق أعمارنا.. الحب نكهة.. الحب كلمة.. الحب حياة أخرى.

إيمان محمد الشحات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم