لم أعد | نص من كتابة فاطمة محمود مراد | جريدة المجتمع المٌستقل

لم أعد
لَم أعُد كسابق عهدي، صِرتُ لا أعلم مَن أنا! أأنا حي أم ميت؟ لا أعلم كيف ومتى صِرت هكذا! لقد كُنت بالأمسِ شُجيرة يحتمي الجميع بِها ويأكلون مِن ثَمرها، والآن صِرتُ لا أساوي غصنًا مِن تلك الشُجيرة، أصبح الجميع يَراني كما لو كُنت ناقةً مَطلية بِالقار؛ فَأصبحوا يَتجنبون الحديث مَعي.
تعبتُ مِن هول التفكير، كَم أشتهي لو مُتُّ فِي سابق أيامي؛ فقد صِرتُ لا شيء، وقد كَانت تِلك أكبر مخاوفي أنْ أصير لا شيء، لِي الله؛ فقد أرهقني العِباد، واتخذوا مِن فؤادي دُميةً خشبيةً يتناولوها؛ لِيمرحوا بِها كيفما شائوا وأينما أرادوا.

فاطمة محمود مراد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم