إلى أين تمضي بي الحياة؟ لا أدري. كقاربٍ هائم في بحرٍ هائج، لا أملك دفةً ولا أرى ميناءً في الأفق. أتخبط في موجاتٍ عاتية، كأحلامٍ تتكسر على صخور الواقع، أمضي مع التيار مرغمًا، وأصارع قدرًا لا يهادن. أسقط كما يسقط الطير حين يثقل جناحاه، وأنهض كالنخل يقاوم الريح فلا ينحني، ماضٍ في دروب ملتوية بين شقاءٍ يثقل الظهر وسعادةٍ تُضيء القلب.
وكلما سقطت، عدت أقف كالجبل الراسخ، وكأن الصبر يمنحني قوةً من تحت الرماد، فأمضي غير مكترثٍ بعثرات الطريق، حاملًا في صدري أملًا صلبًا كالصخر، لا تفتك به الرياح ولا تعرقله العقبات. مُدركًا أن الحياة كرحلة الفارس على صهوة جواده؛ تارةً يسرع به نحو المدى، وتارةً يتعثّر في الطريق، لكنه يواصل بعزيمةٍ لا تكل ولا تهدأ.
التصنيفات :
مبادرة دعم الكُتاب المُستقلة
جميل جداً