مشهد لجريمة بقلم هدوى عصام

"جريمة مُدبرة"(داخلي - ليلًا - في منزل المجني عليه) ظللت أترقب تلك اللحظة التي سأنتقم منه فيها، وبالفعل قد جاءت، ذهبت متنكرة إلى منزله بعد رحيل الخدم؛ فأنا أعلم تمامًا في أي وقت يرحلون، كانت تمطر كثيرًا، وصوت الرعد مفزعًا وكأن السماء غاضبة من أفعال ذلك الفاسد، اختبئت وراء شجرة ما أمام المنزل؛ حتى أتاكد أولًا أن لا أحد يمر بجواره، ومن ثَمَّ أسرعت مهرولة إلى هذا السجن الذي أمامي لأفتح بابه بالمفتاح... ولكن ماذا!! ما هذا!! المفتاح لا يفتح! كيف! وأنا واثقة من أنني سرقت المفتاح الأصلي واستنسخت هذه النسخة منه! .. هلعت وأنفاسي تلهثُ، فكرت مسرعة في الذهاب إلى النافذة الخلفية للقفذ منها للداخل؛ فأنا أعلم جيدًا أن الخدم دومًا يغفلون عن إغلاقها من الداخل، هرولت إليها، بالفعل قد نسوا، قفزت.. وهاأنا بالداخل، وعلى يساري السلم الكبير الذي يعلاه غرفته، مازلت أسمع صوت الرعد والمطر من الخارج. صعدت السلم على أطراف أصابعي، وضربات قلبي تتزايد بسرعة كلما اقتربت من غرفته رويدًا رويدًا، أدخلت يدي في جَيْبي لأخذ سكيني الحاد منه، وصلت أمام باب غرفته. والآن لا أسمع غير صوت المطر، عقارب الساعة على الحائط، وأنفاسي المضطربة، قبضتُ السكين بيدي بشدة، اقتربت من فراشه ساخرة من رؤيته، هه كم يبدو مسكينًا وهو نائم! على عكس حقيقته الوحشيَّة. لكن هذا لن يُردعني عن ارتكاب خطيئتي، رفعت يدي لأعلى بقوة فوق قلبه مباشرةً، ثم أنزلتها سريعًا؛ لتطعن قلبه بحجم الألم الذي بداخلي. فتحَ عيناه من شدة الوجع، غير واعٍ لما يحدث، وكان الرعب يأسرهما. قبض الألم وجهه، وقبض سكيني روحه. اقتطعتْ أنفاسه لكني لم أكتفي بعد، طعنته مرة ثانية وثالثة ورابعة، طعنته عدة مرات متتالية غير راحمة.. غير غافرة.

#هدوى_عصام 🖤🌻

إرسال تعليق

أحدث أقدم