لم يتبقَّ في ذاكرتي سوى صوتي وأنا أعوي من قسوة الوحدة، سوى ريحٍ عصفت بقلبي حين تُرِكتُ لأول مرة من أجل آخر. لم يبقَ في ذاكرتي سوى نارٍ اشتعلت بصدري حين شربتُ المُرَّ دفعةً واحدة، وحين غابوا عني جميعًا.
لم يبقَ سوى نظرتها الواسعة إليّ وأنا مترهل، كأنها تقول: لا شيء فيك يُعجبني. ولم يبقَ سوى ملامحي وأنا أرتجف من الحزن حين فارقتني جدتي، أول مرة أذوقت فيها ملوحة دموعي بحزنٍ خالص وقسوة.
لم يبقَ في ذاكرتي سوى روحي تختنق من بُعدي عن صلاتي، وكأنني أصعَّد في السماء. لم يبقَ سوى قصائدي تؤنسني في ليالي الغربة القاتمة، خيباتي الدراسية، الأغاني السيئة، الكوابيس الملحّة، وكل شيء لا يروق لي.
ما تبقى من ذاكرتي
١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ ميلادية
#شاعر_قديس
#ابن_جمال_محمود
التصنيفات :
مبادرة دعم الكُتاب المُستقلة